جديد الموقع

ميزان المدح أو الذم

  • January 12, 2021

الفتوى رقم 6: ما هو معيار المدح والقبول للأفراد والطوائف والمجتمعات حيث نرى موازين ومعايير متعددة للناس في ذلك، فيمدح فردا أو جماعة أو مجتمعا لأجل كذا وكذا …؟
الجواب: معيار المدح والقبول عند الله تعالى هو التقوى والاستقامة على دين الله تعالى، ومن التقوى ما هو شرط لها لتكون تقوى ألا وهو توحيد الله تعالى واتباع رسوله صلى الله عليه وسلم، فإذا لم يأت بالتوحيد والعقيدة الصحيحة فلو أنفق ملئ الأرض ذهبا ما قبل الله منه، ولو كان أحسن الناس خلقا وكرما وشهامة وجمع الخصال التى اتفق الناس على حسنها ولكنه لم يأت بالعقيدة الصحيحة ما قبل الله منه، والأدلة من الكتاب والسنة في ذلك متواترة، قال سبحانه: (إن أكرمكم عند الله أتقاكم)، وقال تعالى: ( إنما يتقبل الله من المتقين)، ولما سألت عائشة رضي الله عنها النبي صلى الله عليه وسلم عن ابن جدعان وقد كان له إحسان عظيم إلى الناس من طعام وكسوة وعتق وغيرها، فقال: “يا عائشة إنه لم يقل يوما رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين”، أي لم يكن هذا عن إيمان بالله تعالى، وإنما أراد شيئا غير الله تعالى، فهذا هو الميزان والمعيار الذي تزن به الناس مدحا أو ذما، وهو ميزان الله ورسوله، لا موازين الناس الذين يحكمون بجزء على كل فإن رأوا موقفا من كافر مدحوه به وجعلوه أفضل من المسلم، وإن وجدوا موقفا من مسلم لا يكاد يصلي ولكنه لين في خلقه ومسلم آخر موحد يحافظ على صلاته ودينه لكن في خلقه شدة؛ راحوا يفضلون الأول على الثاني، وهكذا تستهوي الناس أهواؤهم في المدح والذم، وهذا غلط بل المدح والذم حكم ينبغي أن يكون تابعا لحكم الله ورسوله، والله تعالى أعلم.

أحاديث نبوية مصورة

التواصل الاجتماعي