الفتوى رقم 4: هل هناك ضابط شرعي في تسمية المردود عليهم من أهل البدع والمخالفين؟
الجواب: الرد على أهل البدع والمخالفين هو من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعليه فشروطه هي نفس شروطه. وهي في الحاصل تعود إلى تحصيل المصالح ودرء المفاسد وهنا يظهر فقه الراد وعلمه وحسن نيته فيسمي إن كان في التسمية مصلحة ويترك إن كان فيها مفسدة أو تحصل المصلحة بدونها فإن الله تعالى ترك التسمية في مواضع عدة فقال: (أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا). وقال سبحانه: (ذرني ومن خلقت وحيدا). وقال: (أرأيت الذي ينهى) وسمى فقال: (تبت يدا أبي لهب). وكذا نبينا صلى الله عليه وسلم قال: “ما بال أقوام”. وقال: “كذب أبو السنابل”. وقد ضبط الشاطبي في “الاعتصام” مسألة تسمية الفرق المخالفة بما هذه خلاصته؛ وهذا كله يحتاج علما وورعا؛ ولذا لا يقبل في هذا الباب إلا كلام العالم الورع. ولما جاء الكلام في هذا الباب من غير من هذا وصفه زاد الفساد وعظمت الفرقة والفتنة؛ فلنتق الله جميعا ولا يلج هذا الباب إلا من كان من أهله. وذلك إذا صار من الراسخين في العلم. ومن يشهد لنفسه بهذا. وحسبك أن تتبع الراسخين حتى يأتي دورك إن أتى. والله الهادي إلى سبيل الرشاد.
© 2024 ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ ﻟﻤﻮﻗﻊ الشيخ سعد الشال
ﺑﺮﻣﺠﺔ: ﻓﺎﺋﻖ ﻧﺴﻴﻢ